بين الحين والحين أرى ثغرها الباسم فأقترب منها بلطف، وأحاكي رقتها واسائلها: هل تلك ابتسامة الوردة الجورية وهي في أوجه تألقها؟ أم أن ذاك هو عطرها الفوّاح ؟أم أنها تلك العيون الساحرة التي تغنّى بها الشعراءفأخذت تنظر لي وهي; تسير الهوينى ،وهي تجيب :لعل الذي مضى ضاق ،واشتد ضيقه حتى جعل جمال الروح نسيم هواء عليل، بأي ركن يجد له الاتساع والترحيب فمع شروق شمس الصباح وبداية التفاؤل بيوم جديد فإذ بكمّ هائل من المشكلات يرافقنا فأصبحت تكسر مع الأيام كاهلنا ، حتى حلول المساء وإذ بشريط من الذكريات يمر بسرعة مثل رمشة العين .ويعيد الشريط نفسه حتى الصباح فنشعر بالندم على مافات فتكرر الأمر كثيرًا حتى أدركت أخيرًا أن الحل هو الرفق بأنفسنا ،ونسيان الماضي ،وكثرة العمل وكأنك تعيش ابدًا، والعمل للآخرة كأنك تموت غدًا ،فحاولتُ كثيرًافهم الحياة ، حتى أدركت أن الأمر سهلاً وجميلاً ففيه صفقة رابحة لكسب الدنيا والاخرة معًا .عندها فقط سترتاح ،وتعرف بأن الدنيا جميلة بعين من يراها كذلك ،وهكذا أصبحتَ ترى الجمال يجمع بين عبق الروح وابتسامة الحياة.
وبينما كنتُ أسرح بكلماتها وأتتبع حركاتها حتى رحلت كلمح البرق ،فأخذتُ أجول بناظري أبحث عنها فما زالت خيالاتها ترافقني، وتضطرب تموجات حركاتها أمام ناظري، أرى طيفها يدور حولي برشاقة يغدو ويروح لا ألمح في الدنيا سواها
أمعنتُ النظربحثًا عنها فرأيتُ صورتها تنعكس على مرآتي ،حينها عرفتُ أن الانسان ضيف زائر مصيره الزوال، وإن طال مكوثه لا بد له من الرحيل .
لكم تمنيتُ يومًا أن تكفّ أحلامي عن الغرق في بحر الأماني، ونسيان الدنيا التي لطالما اعتقدت أنها سيل من الخيرات، فكان مفتاح الصبر يجتمع في كل مرة بجملة الصبر الصبر فهو فرج العصر وكانت الأفكار تتلاطم بعد كل موقف ، والدماغ يُراقب ويُتابع من بعيد سير أحداث المعركة ،بتفاصيلها وهو يعلم بينه وبين نفسه أن النتيجة الحتمية النصر في الدنيا لصاحب الظلمات حتى نرى عدل الله في الآخرة ،وقلوبنا راضية فهنيئًا لكم بدنيا فانية،ومرحبًا بصبر يأتي على هيئة جنان لطالما حلمنا بها .
واعلموا بأن ما سنأخذه معنا أعمالنا الصالحة والذكر الحسن والولد الصالح فتفكروا واعتدلوا وقوّموا حياتكم قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيها الندم .