Saturday, October 22, 2016

لبنان التجدد"هذا ما كان سيفعله رفيق الحريري لو كان حياً

أحمد الخير في بيان له :
خيار سعد الحريري...هذا ما كان سيفعله رفيق الحريري لو كان حيا

إن الجلوس أمام الملايين وإعلان موقف لا يتفق مع توجهاتهم، هو الشجاعة بحد ذاتها، فالزعيم الحقيقي هو الذي يضع موقفه بميزان الربح والخسارة على صعيد الوطن، وليس الزعيم من يطلق خطابات شعبوية لكسب تأييد الشارع ولو كانت تلك المواقف تؤدي بالبلد الى الدمار والخراب والقتل والتهجير.
المعادلة بالنسبة لتيار المستقبل واضحة جدا"،فهو يفضل أن تتم التسويات في السلم، على أن تتم نفس التسويات بعد معارك وحروب ويسقط ما يسقط من ضحايا. واللبنانيون لا يزالون يذكرون دروس الحرب الأهلية اللبنانية و7 أيار وغيرها من المعارك التي كانت دماء آلاف اللبنانيين ثمنا" لتسويات سياسية معينة.
لقد كان دولة الرئيس سعد الحريري شجاعا"، رزينا"، وواقعيا" الى اقصى الدرجات، فبعد أن سُدت جميع الطرق لانتخاب المرشحين الآخرين، وصل البلد الى مرحلة إما السير بميشال عون رئيسا" أو الاستمرار بالفراغ الى مالا نهاية، والله وحده يعلم أين سيصل البلد في ظل الفراغ وتهاوي المؤسسات الدستورية تباعا"، بدءا" برئاسة الجمهورية مرورا" بمجلس الوزراء والنواب.
إن الرئيس سعد الحريري لم يحد بموقفه الأخير عن الثوابت التي ميزت خطاب مشروع رفيق الحريري الوطني الجامع عن غيره من المشاريع الفئوية الضيقة، ذلك الرجل دفع نصف حياته لإيقاف الحرب والنصف الآخر لإعادة بناء ما دمره أصحاب المواقف الطائفية البغيضة، ودفع كل حياته فداء" للبنان ولمشروعه، مشروع بناء الدولة والبشر والحجر.
قد يطرح أحدهم سؤالا"، وحق له ان يسأل: لماذا سعد الحريري مجبر بما يمثل من ثقل أن يسير في خيار ميشال عون ؟ ولماذا لم يسر به منذ البداية ليجنب البلد فراغا" دام سنتين ونصف؟.
نقول إن سعد الحريري لم يعترض على أي شخص مرشح لرئاسة الجمهورية، وعندما طلب عون منذ سنتين ترشيحه اخبره انه مستعد للمضي بذلك الترشيح شرط ان يتفق عون مع القوات اللبنانية.
لم يحصل يومها الاتفاق، فرشح الحريري بعد فترة سليمان فرنجية في محاولة جديدة للخروج من الفراغ، لكن الفريق الاخر إستمر بالتعطيل ورفض الخروج من الفراغ.
إن اللبنانيين جميعا" اليوم مدعوون الى الوقوف الى جانب سعد الحريري، الذي بموقفه الجريء يحاول ان يمنع البلد من الذهاب الى المجهول، وينأى بلبنان عن الوقت الضائع الخطير جدا" في انتظار التسويات الاقليمية.
ونحن إذ نقف الى جانب الرئيس الحريري في موقفه الأخير، فإننا نقف الى جانب لبنان الدولة و التقدم والحداثة في وجه التخلف والدمار والقتل.

No comments:

Post a Comment