Tuesday, August 9, 2016

اللواء ريفي يؤسس لبوابة عكار"زينب زعيتر

زينب زعيتر,
البلد


لم يكن تيار "المستقبل" في عكار في حاجة الى وقفة احتجاجية جديدة امامه للتأكيد على النقمة الشعبية التي تتسع رقعتها تجاه التيار الازرق مؤخراً. فحصن عكار الذي لطالما شكل سداً في وجه كل الناقمين على "المستقبل" بدأ بالتزعزع، بما يتواءم مع تراجع مستوى الخدمات والاشكاليات المالية الجمّة التي عصفت به من جهة، وتمدّد الوزير المستقيل اشرف ريفي الى المنطقة من جهة ثانية، لتشكيل حالة سياسية تنافس اصحاب الكراسي البرلمانية الثابتة في الدورة المقبلة للانتخابات النيابية.

الرقم الصعب في عكار لم يعد "المستقبل"، كل التطورات تشي بذلك، بدءًا من تحول اشخاص وشخصيات فاعلة في "المستقبل" الى كتفٍ آخر في عكار، مروراً بالحركة الاحتجاجية الناقمة على تدهور الخدمات والتأخّر في دفع المستحقات والتعويضات، وصولاً الى عبور الوزير المستقيل اشرف ريفي الى المنطقة، بعدما تجاوز بحضوره الزعامة الحريرية في طرابلس، ومد جسور تواصل له في صيدا ايضاً.
حالة حريرية
التوقف عن خبر الاعتصام الذي نفذه الموظفون المطرودون من "المستقبل"، بالامس امام مكتب التيار في عكار، يستوجب البحث المعمق في الحالة السياسية التي آلت اليها المنطقة، بعدما أصبح مواطنوها يصرّون على فصل الرضى الشعبوي عن شخصية الرئيس سعد الحريري عن الاطار التنظيمي للتيار. فالحريري لا يزال مقبولاً في المنطقة، فيما تياره لا يغدو كونه حالة استفاد منها "المرتدون" عن "المستقبل" من اجل التأسيس لحركة سياسية في قلب عكار، عمادها ريفي الذي يسعى الى محاربة "المستقبل" اليوم بأدواته من خلال الاستعانة بمن ناضلوا سابقاً الى جانب التيار الازرق من ناشطين وقيادين من جهة، اضافة الى شخصيات سياسية مستقبلية سابقة مثل خالد الضاهر.
اعتصام تحذيري
وبالعودة الى الاعتصام، فقد نظم عدد من الموظفين المصروفين اعتصاماً رمزياً امام المركز الرئيسي لتيار المستقبل في بلدة خريبة الجندي – عكار، وذلك من أجل المطالبة بدفع رواتبهم المستحقة لهم عن 9 اشهر. وجاء الاعتصام تحذيرياً، حيث من المتوقع ان يصعّد المعتصمون تحركهم في المرة المقبلة، بعد اعطاء المعنيين مهلة اسبوع للتجاوب مع مطالبهم. وتلا حسام السيد بيانا باسم المعتصمين، اشار فيه الى خدمة التيار لأكثر من 10 سنوات "من الصدق والوفاء والاخلاص للمشروع الذي ظننا انّه سيحقق آمال الشباب.. واليوم، نطالب المسؤولين في التيار بدفع المستحقات التي لنا وبعدم التهرّب من المسؤولية وان هذا التحرك لن يكون الاخير وسيكون لنا تحركات تصعيدية نعلن عنها لاحقا في مدة اقصاها اسبوعا حتى الحصول على كامل حقوقنا ومطالبنا".
ونقل السيد لـ"البلد" تأكيده على انّ لا تفاوض مع احد من كوادر "المستقبل" في المنطقة، الاّ في حال "انتدب الرئيس سعد الحريري شخصاً للتفاوض معه، لاننا سنكون امام خطوات تصعيدية جدية في المرات المقبلة، ولن نسكت عن حقنا مهما كلفنا الامر، والاعتصام الرسمي الذي نفذناه من خلال المجموعة الحالية، سيتوسع قريباً جداً".
انتخابات نيابية
وعلى صعيد منفصل، تؤكد مصادر خاصة انّ الوزير ريفي في صدد التحضير لافتتاح منسقية سياسية له في عكار، تقوم على مجموعة من الناشطين السياسيين المقرّبين من فكره السياسي، ومعظمهم ممن هم خارجون عن النهج المستقبلي او من المطرودين من التيار تعسفياً. امّا الهدف الابرز من الحركة فهو السعي الى تأمين شعبية تمثيلية للوزير ريفي تخوله لان تكون لديه كتلة من النواب في عكار، حيث تلحظ الاوساط العكارية حراكا سياسيا ناشطا يرتبط بالتحضير للانتخابات النيابية، لتكون مقدمة الى الابتعاد عن "السطوة" الحريرية كما حصل في الانتخابات البلدية في طرابلس، بعد ان سُجل اول انكسار شمالي لتيار "المستقبل" في المنطقة.
وتؤكد المصادر انّ المعركة لن تكون سهلة، ودونها ستكون مرحلة جديدة تؤسس اليها عكار، وخصوصاً بعد التباين والخلاف بين التيار والشخصيات السياسية العكارية، والتي ادّت الى شرخ مماثل على الصعيد الشعبوي ايضاً. وبحسب المصادر فانّه لا يمكن استبعاد حقيقة المعلومات المتداولة عن تحالف مرتقب للضاهر مع ريفي، اللذين يسعيان سوياً الى اعادة استمالة الشارع العكاري واستنهاضه من كبوته التي فرضتها عليه الاوضاع الاقتصادية الصعبة. يأتي ذلك متزامناً مع زيادة عديد الاشخاص المتحمسين الى خوض غمار المعركة الجديدة في حال التوصل الى اقرار قانون انتخابي يضمن اقامة الانتخابات في موعدها المحدد في العام المقبل. وبحسب المعلومات فانّ اطار التحالفات الجديدة لن تخرج ايضاً عن التحالف مع التيارات المسيحية الموجودة في عكار وعلى رأسها "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية".
نهج الحريري
الى ذلك، تتردد اسماء لمجموعة من الناشطين السابقين في تيار "المستقبل"، الذين اصبحوا مقرّبين من الوزير ريفي، والذين يسعون الى تأسيس حركة منظمة في عكار، وذلك تمهيداً للمرحلة التي ستسبق الانتخابات النيابية. من بين هؤلاء منسق التربية السابق في التيار-منسقية عكار حسين مراد، الذي يؤكد تقاربه من ريفي انطلاقاً من ثوابتهما على النهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري المشترك، وايماناً بهذه المدرسة، التي استلمها الرئيس سعد الحريري "فسلمها الى أناس لا يستحقون... ضللونا".
وكان التيار قد جمّد عضوية مراد، بعد خلافات على مجموعة من الملفات، وابرزها "ما يعود الى بعض الرؤساء في عكار الذين لا يريدون لأحد ان تكون لديه حالة شعبوية وخصوصاً قبل فترة الانتخابات"، حسبما يشير مراد في حديثه لـ"البلد"، الذي يؤكد انّه لطالما كان حريري الهوى تماماً كما ريفي الذي يتعاطف معه انطلاقاً من هذا المبدأ. واليوم، مراد خارج تنظيم "المستقبل"، بعد ان ابلغهم بعدم رغبته في العودة "ابداً"، متابعاً: "يأتي ذلك في الوقت الذي لا تريدنا جماعة الامين العام للتيار احمد الحريري ان نكون موجودين، على الرغم من انني سأكون من بين الاشخاص الذين سيعملون حتى الرمق الاخير على خط اعادة العلاقات بين الحريري وريفي لانهما يمثلان خط الاعتدال الذي نؤيّده".
حركة تنظيمية
لا يؤكد مراد ولا ينفي سعي ريفي الى تأسيس حركة تنظيمية في عكار،"اكتفي بالقول انّ ريفي حالة مرضيا عنها كثيراً في عكار، وباننا سنكون ذاهبين الى اي موقف يؤسس لتيار حريري بامتياز، ففي الحالة الشعبوية الناس يحبون الرئيس سعد الحريري خلافاً للحالة التنظيمية للتيار في عكار، ومحبتنا للحريري لا تقل ابداً عن محبتنا لريفي".

No comments:

Post a Comment