قراءات ما بعد سقوط حلب"رأي الاستاذ عبد الحكيم قاسم

من امبرطورية تراث الحضارات الى مملكة الموت
تلك هي حلب المدينة العريقة . مدينة التاريخ والاثار تتجسد فيها كل معاني وقيم الحضارة الاسلامية وتتداخل فيها ثقافات الحضارات والمجتمعات الاخرى تستدل على عظمتها وتاريخها من تسمية احياءها سيف الدولة .. ابو فراس الهمداني .. الاموي ...الشهباء
حلب تلك التي كانت تشع نورا وثقافةً وعلماً الى الدول المجاورة
حولتها اليوم موجا ت غزو المغول والتتار الجدد بقيادة اكثر من هولاكو واحد هولاكو الايراني والروسي والغربي واتباعهم ومرتزقاتهم تداعوا عليها من كل حدب وصوب ليحولوها من امبرطورية الحضارات الى مملكة الموت
من ارث سيف الدولة والهمداني الى بغي الاعدامات الميدانية اعدام الكوادر الطبية الى اشلاء الجثث المتناثرة الى اغتصاب النساء والتمثيل بالجثث
من وجدانية شعر ابو العلاء الى بربرية احراق جثة شهيد ليتدفىء عليها ذاك الزنديق الكافر الى الرقص الماجن واغاني الفحش على منابر رسول الله في مساجدها
من الشهباء وثقافة الحضارات الى الصواريخ الفراغية والارتجاجية والمظلية المدمرة للبشر وللحجر . رائحة الموت ونعيقه في كل مكان بين كل رجمة من رجم احجارها لكن ....
دم الاطفال الرضع التي ازهقت ارواحهم واشلاء النساء والركع ستنبت من بين الركام كالمارد وستتشظى وشظاياها ستطال الجميع وما تلك الرصاصات التي اخترقت صدر السفير الروسي بالامس الا الشظية الاولى.