Tuesday, January 10, 2017

الطلَّاقُ المُسْتَتِر.......رأي الاستاذ صالح حامد

لو قُدِّر للكثير من المتزوجين تأمينُ نفقاتِ الطلاق والتحرر من قيود الزواج لفعلوا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا،فلا هي تشعر معه بمعاني الحب والغرام والحياة المبنية على الاحترام ولا هو يراها تروي غليلَ شهوتِه ونزوتِه ورغبتِه وتطلُّعاتِه،وهما أقرب إلى الطلاق بالنيّة،بانتظار الفرصة السانحة للتسريح والتحرر،ولكنَّ الذي يلجمهما هو الأولاد ورفض الأهل لمبدأ الطلاق وكذلك الخوف من القيل والقال وتقاليد المجتمع,لذا وبسبب الفراغ العاطفي المفقود بينهما يلجأ كلاهما للإرتباط بمَن يستميلَه بجمال المظهر والكلمة والمعاملة الحُسْنَى،فالحياة الزوجية في عصرنا تقوم على المجاملات أمام الرأي العام،وإذا خلا بعضُهم إلى بعض فيبدأ التناحر والنفور وبعدها ينام كل واحد منهما في الغرفة المجاورة أو في فرشة واحدة من دون تفاعل جنسي.فهو يئسَ منها كزوجة لكنه ينظر إليها كخادمة مخلصة وأمينة على تربية أسرته،وهي تنظر إليه كخزانة مالية ومصدراً للرزق والتمويل والتموين وتأمين النفقات،إلاّ أنّ العلاقة الرومانسية والزوجية الدافئة بالحب مبتورة،وإنْ تعاشرا جنسياً فهو من باب إسقاط الواجب وبدل عن الحل القادم والحلم الموعود,لكنَّهُ جنسٌ لا متعةَ فيه،حيث يخلو من المشاعر والأحاسيس الصادقة،فالأسرة مهددة بالتفكك عندما يغيب الوفاق بينها الذي تاجُهُ {المودَّة والرَّحْمَة}.وخصوصاً وأنَّ في نية كلا الزوجين الطلاقُ والتحرر من الآخَر،لا سيما عندما تهيَّأ الظروفُ المالية والمخارجُ الآمنة،لكنّهما سيصبرانِ على جرحَيهما كالقابض على الجمر,ولكلا الزوجين حياتُهما الخاصة التي لا يعلم الأول عنها شيئا،إنه الطلاق الممارس المستتربإحسان من غير محكمة .
والسلام.

No comments:

Post a Comment