لم تكن سوى الدموع والغصات والألم...لم تكن سوى الذكريات الرائعة بحضورك...لم تكن سوى روحك المرحة التي أحاطت بها هالة من الطمأنينة والمحبة...لم يكن سوى صدرك الرحب الذي اتسع دائماً لكل الأحاسيس، الذي غمر القريب ورحب بالجميع، لم يكن سوى قلبك النابض بالحياة مهما قست الظروف، يغرس الإبتسامة والفرحة ....لم تكن...لم تكن سوى شظية غاضبة قذرة اخترقت قلبك... واستقرت في ارواحنا، مزقت شرايين الحياة، حطمت فسحة النور في قلوبنا...غرقنا في حزنٍ جليل مرير وقلوب يعتصرها الألم وجفونٍ حرمت الإلتقاء ببعضها...سلمت نفسك لها يا أخي... لملمت منا رائحتك الذكية الطيبة...وتعليقاتك التي لا تخلو من الذكاء...سحبت طوابير الفرح...حملت معك ألذ الذكريات التي جمعتها من أسفارك...مزقت صور شغفك للحياة...جررت ورائك الأصدقاء والمحبين، جمعت رفاق السفر، جمعت عائلتك الصغيرة والكبيرة، جمعت رفاق الصغر والكبر، المريض الكهل والشاب والطفل....عجباً يا أخي كيف استطعت جمعهم بلحظةٍ واحدة...لحظة انسحابك من الحياة.....لحظة أردنا أن نحتفظ بك، أن نقنع أنفسنا بأنه شيء من حلم ونستفيق، لحظة كنت مسجىً كالشهداء والنور يشع من محياك الكريم.... لحظة دعوت من صميم قلبي أن يأخذ من عمري ويعطيك بل أن يأخذ عمري كله لتحيا..لحظة لامست يدي جبينك الندي وعيناك وشفتاك المبتسمة وكانت حبيبتك تمسح وجهك وتمرغ وجهها برأسك وقلبها يعتصر ألماً تنتظر أن تقوم لتبكي على كتفك أن تمسح دموعها رفيقة دربك التي لم تفارقها في حلو أو مر، في مشوار صغير أو في سفر بعيد...لحظة كان ابن أخي الصغير يبكي بحرقة ولوعة يصعب على الكبير الصبر بها...لحظة كان الجمع حولك كله يدعو لك بالرحمة كالغيض الهاطل من السماء وتنهمر الدموع بصدمة بالغة تشق على النفس أن تحملها...يصعب على عقولنا أن تقتنع بها...ويخالنا أنك ستقوم ان روحك ستعود الى جسدك الطاهر، ولكنك كنت مقتنعاً بالرحيل، كل ما فعلته كان وداعاً ولكننا لم نحس به...كنت تنوي لقاء الحبيب...ورحلت...رحلت باكراً يا أخي... رحلت ولم تضمنا إلى صدرك لتودعنا...رحلت ولم تقل شيئاً...رحلت بسهولةً بالغة وبألمٍ يخرج من القلب كسكين صدئ مسنن يقتلع شرايين الحياة دون أن يقتلنا ليزيد في آلامنا....
أخي مروان...يا من جال طيفك في انحاء الدنيا في الشرق والغرب، يا من زرت بقاع الأرض، وتحدث لسانك بلغات، تركت الغربة تركت العيش الرغيد في بلد ينعم بكل ما هو جميل ومنظم وزرعت عائلتك الصغيرة في بلدك، أبيت إلا أن تعيش بين اخوتك وتصنع مستقبلا وتتكل على سواعدك التي لوحتها الشمس واتعبها الصقيع، استطعت ان تعود الى مجتمع يسود فيه كل شيء الا النظام، ساعدت في تحسين كل ما هو ردئ، فتحت بيتك للجميع واعطيت الكثير الكثير...لم ترد بالأذى لمن آذاك..لم يكن صراخك الا زيادة في المحبة وغضبك الا زيادة في القربة وعطفك زيادة لميزان حسناتك...
كفى تنهشوا جسده الطاهر أيها الأوغاد، كفى تسيلوا دماءه الطاهرة بأقلامكم، حتى ان يداي رفضت أن تمسك قلم رصاص حتى لا تستغلوا كلمة رصاص وتتهموني بكتابة "رصاصة" وتطلقوها عليه...
أيها الغادرين، لا تزايدوا بوطنيتكم...لستم لبنانيين أكثر منه، يا من تلفقون أخباركم الكاذبة وتستغلون دم الابرياء، يا من كنتم في يوم اصدقاءه وضيوفه...نسيتم أنفسكم يا من أقمتم متاريسكم بوجه جيرانكم وكأنها حدود العدو...عجباً كيف حولتهم مشغله الصغير لمصنع اسلحة وصواريخ وهو لا يكاد يتسع لأكثر من ضيفٍ أو أثنين ولفنجان شاي أو قهوة، عجباً كيف ألصقتم تهمكم بروحه التي لاقت خالقها...
استمع لهذا يا أخي وأسخر أو أفخر...لقد أعلنوك أرهابياً، احذروا انتم أيضاً، ارهابي هو من يساعد في اعمال وشق الطرقات من يعمل على حفر السواقي حتى لا تحملكم الماء النتنة يا أوغاد، ارهابي من يشتري "مخرطة" ليصلح قطعة من آلياته الثقيلة لأنه اعتاد في بلاد الغربة الأتكال على نفسه بكل شيء، ارهابي من يترك الغربة ليعود لوطنه، ارهابي من يستضيف المهاجرين ويفتح بيته للضيوف...
قتلتموه مرة ثانية بمقالاتكم وأقلامكم المعبئة بدماء الشهداء...طعنوك يا أخي في الصميم وذهبت عدساتهم إلى بلدٍ بعيدٍ وجاءت بصورٍ كاذبة تحمل ما تحمل من حرق ودمار وأشلاء وجعلوها لك..أقبلوا أيها الكاذبين وأجمعوا آلاتكم التي تصور الحقيقة وتزيفها وأشهدوا على بيته ومشغله المتواضع وآلياته التي لم توقفها شمس ولا شتاء لتسهيل حياتكم ...
ربما سيحتاجوا يوماً ان تسامحهم يا أخي، ولك يومها أن تختار....!
لقد أعلنوك شهيداً يا أخي دون أن يدركوا... لأن فعل الإدراك نعمة لا يحفل بها الأغبياء...
رحمك الله يا أخي، رحم روحك، رحمك الله رحمةً تعم الأرض والسماء لعلها تُنزِل بعضاً منها في قلوب أبناء الوطن وربما ليدركوا يوماً معنى أن يكون الى جانبك دوماً شخص تناديه...يا أخي
خمسة عشر أخاً كنا... وصرنا أربع عشراً وشهيد.
أخي مروان...يا من جال طيفك في انحاء الدنيا في الشرق والغرب، يا من زرت بقاع الأرض، وتحدث لسانك بلغات، تركت الغربة تركت العيش الرغيد في بلد ينعم بكل ما هو جميل ومنظم وزرعت عائلتك الصغيرة في بلدك، أبيت إلا أن تعيش بين اخوتك وتصنع مستقبلا وتتكل على سواعدك التي لوحتها الشمس واتعبها الصقيع، استطعت ان تعود الى مجتمع يسود فيه كل شيء الا النظام، ساعدت في تحسين كل ما هو ردئ، فتحت بيتك للجميع واعطيت الكثير الكثير...لم ترد بالأذى لمن آذاك..لم يكن صراخك الا زيادة في المحبة وغضبك الا زيادة في القربة وعطفك زيادة لميزان حسناتك...
كفى تنهشوا جسده الطاهر أيها الأوغاد، كفى تسيلوا دماءه الطاهرة بأقلامكم، حتى ان يداي رفضت أن تمسك قلم رصاص حتى لا تستغلوا كلمة رصاص وتتهموني بكتابة "رصاصة" وتطلقوها عليه...
أيها الغادرين، لا تزايدوا بوطنيتكم...لستم لبنانيين أكثر منه، يا من تلفقون أخباركم الكاذبة وتستغلون دم الابرياء، يا من كنتم في يوم اصدقاءه وضيوفه...نسيتم أنفسكم يا من أقمتم متاريسكم بوجه جيرانكم وكأنها حدود العدو...عجباً كيف حولتهم مشغله الصغير لمصنع اسلحة وصواريخ وهو لا يكاد يتسع لأكثر من ضيفٍ أو أثنين ولفنجان شاي أو قهوة، عجباً كيف ألصقتم تهمكم بروحه التي لاقت خالقها...
استمع لهذا يا أخي وأسخر أو أفخر...لقد أعلنوك أرهابياً، احذروا انتم أيضاً، ارهابي هو من يساعد في اعمال وشق الطرقات من يعمل على حفر السواقي حتى لا تحملكم الماء النتنة يا أوغاد، ارهابي من يشتري "مخرطة" ليصلح قطعة من آلياته الثقيلة لأنه اعتاد في بلاد الغربة الأتكال على نفسه بكل شيء، ارهابي من يترك الغربة ليعود لوطنه، ارهابي من يستضيف المهاجرين ويفتح بيته للضيوف...
قتلتموه مرة ثانية بمقالاتكم وأقلامكم المعبئة بدماء الشهداء...طعنوك يا أخي في الصميم وذهبت عدساتهم إلى بلدٍ بعيدٍ وجاءت بصورٍ كاذبة تحمل ما تحمل من حرق ودمار وأشلاء وجعلوها لك..أقبلوا أيها الكاذبين وأجمعوا آلاتكم التي تصور الحقيقة وتزيفها وأشهدوا على بيته ومشغله المتواضع وآلياته التي لم توقفها شمس ولا شتاء لتسهيل حياتكم ...
ربما سيحتاجوا يوماً ان تسامحهم يا أخي، ولك يومها أن تختار....!
لقد أعلنوك شهيداً يا أخي دون أن يدركوا... لأن فعل الإدراك نعمة لا يحفل بها الأغبياء...
رحمك الله يا أخي، رحم روحك، رحمك الله رحمةً تعم الأرض والسماء لعلها تُنزِل بعضاً منها في قلوب أبناء الوطن وربما ليدركوا يوماً معنى أن يكون الى جانبك دوماً شخص تناديه...يا أخي
خمسة عشر أخاً كنا... وصرنا أربع عشراً وشهيد.
No comments:
Post a Comment